「الأنسولين والإنكريتين مركبين يتم حقنهما، لذا هل الإنكريتين هو نوع من أنواع الأنسولين؟」
「هل الإنكريتين يساعد في خسارة الوزن؟」
هذا سؤال شائع، على الرغم من أنه يتطلب حقن كلاهما، إلا أن الإنكريتين ليس نوعًا من الأنسولين. الأنسولين والإنكريتين هما هرمونان منفصلان يفرزان من البنكرياس ولهما وظائف مختلفة في تنظيم مستوى السكر في الدم. الأنسولين يعمل على خفض مستوى السكر في الدم، بينما الإنكريتين يرفع مستوى السكر في الدم.
تاريخ الإنكريتين كدواء لمرض السكري
في عام 1932، اقترح عالم الفسيولوجيا البلجيكي جان لا بار Jean La Barre لأول مرة مصطلح “الإنكريتين” (Incretin)، وهي مادة تفرزها طبقة غشاء الأمعاء الأمامية (أي الإنكريتين). وتسمح هذه المادة بخفض مستوى السكر في الدم دون تحفيز إفراز سوائل الهضم والإنزيمات من البنكرياس. وحتى عام 1964، تم تأكيد أن “تناول الجلوكوز عن طريق الفم بعد عملية الهضم في الأمعاء الغليظة يؤدي إلى تحفيز إفراز الأنسولين بشكل أكبر من الحقن الوريدي”، وهذا الأثر يعرف الآن بتأثير الإنكريتين (Incretin effect).
ما هو الفرق بين وظيفة الإنكريتين والأنسولين؟
ببساطة، عند حقن الإنسولين، سواء كانت نسبة الجلوكوز في الجسم عالية أو منخفضة، فإن الأنسولين يعمل مباشرةً على خفض مستوى السكر في الدم. أما وظيفة الإنكريتين فتكون “غير مباشرة” بصورة أكبر بالمقارنة مع الأنسولين، حيث يحتاج وجود مستوى الجلوكوز في الجسم فوق المعدل الطبيعي لتحفيز إفراز الإنسولين. تعتبر وظيفة الإنكريتين أكثر لطفًا ولها أيضًا تأثير تثبيط الشهية. وغالبًا ما يستخدم الإنكريتين لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون من زيادة في الوزن ولكن لا يزال لديهم القدرة على إفراز الأنسولين من البنكرياس. سنشرح الآن تفصيليًا الاختلافات بين الدوائين:
لنقم بمراجعة وظيفة الأنسولين أولاً. الأنسولين هو هرمون يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم مستوى السكر في الدم. عندما يكون إفراز الأنسولين في الجسم غير كافٍ، أو عندما لا يعمل بصورة طبيعية، يحدث اختلال في تنظيم مستوى السكر في الدم، وينشأ بالتالي مرض السكري. يُعتبر الإنسولين هرمونًا بنائيًا (Anabolic) حيث يعزز استهلاك الجلوكوز في الكبد والعضلات، ويساهم في تخزين الدهون (Lipogenesis).
الإنكريتين هو هرمون يفرزه الأمعاء، ويمتلك تأثيرًا “غير مباشر” على تنظيم مستوى السكر في الدم. يحدث ذلك أولاً بسبب قدرته على تحفيز إفراز الأنسولين، وثانيًا بسبب قدرته على منع تفريغ المعدة (حيث يسبب تفريغ المعدة الشعور بالجوع) وتحفيز الجهاز العصبي المركزي الإحساس بالشبع، وبالتالي يساهم في فقدان الوزن. يتم إفراز الإنكريتين بناءً على تركيز السكر في الدم، مما يجعله آمنًا من حيث مخاطر انخفاض مستوى السكر في الدم.
فوائد الإنكريتين
- يثبط (يمنع) الشهية / يعمل على تباطؤ تفريغ المعدة وبالتالي يساعد في فقدان الوزن.
- يقلل إفراز الهرمونات المسؤولة عن رفع مستوى السكر في الدم.
- يزيد من الشعور بالشبع والامتلاء.
- يستخدم بأمان ولا يوجد خطر من حدوث انخفاض مستوى السكر في الدم.
الآثار الجانبية للإنكريتين
يجب التأكد من سلامة وظائف الكلى مع استخدام بعض الأدوية لضمان سلامتها وفاعليتها.
الأنواع الشائعة من الإنكريتين
بييتا (Byetta) هو أول دواء يحاكي هرمون الإنكريتين من فئة (البيبتيد شبيه الجلوكاجون) الذي تم طرحه في السوق. بسبب نصف العمر الدوائي القصير (المدة الفعالة للدواء)، يتطلب حقنة مرتين يوميًا، مما يؤدي إلى تراجع قبوله من قبل مرضى السكري. لذلك، بعد التحسين، تم تطوير أدوية أخرى مثل: فيكتوزا (Victoza)، تروليسيتي (Trulicity)، بيدوريون (Bydureon)، والتي تتطلب حقنة مرة واحدة يوميًا أو مرة واحدة في الأسبوع. جميعها مشمولة بتغطية التأمين الصحي. يمكن استخدام Victoza و Trulicity، بالإضافة إلى الأنسولين لتحقيق تحسين أكبر في خفض مستوى السكر في الدم، ولذا فإنها تستخدم على نطاق واسع.
الأسئلة الشائعة حول الإكريتين؟
س1: هل الأنسولين والإنكريتين هما نفس الشيء؟
الإجابة: لا، كل منهما هرمون موجود بالفعل في الجسم وله تأثير على تنظيم مستوى السكر في الدم، ولكن لهما آليات عمل مختلفة. يفتح الأنسولين بشكل مباشر الباب أمام الجلوكوز لدخول الجلوكوز إلى الخلايا لخفض مستوى السكر في الدم، بينما يحتاج الإنكريتين ارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم بشكل غير مباشر لتحفيز إفراز الأنسولين من خلايا بيتا البنكرياس وكذلك لمنع إفراز الهرمونات المحفزة لارتفاع السكر في الدم، مما يحقق تنظيمًا لمستوى السكر وبالتالي لا يوجد خطر انخفاض مستوى السكر في الدم.
س2: الأنسولين قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، هل الإنكريتين يفعل ذلك أيضًا؟
الإجابة: يقوم الإنكريتين بتأخير سرعة إفراغ المعدة وتحفيز الجهاز العصبي المركزي للشعور بالشبع، مما يؤدي إلى قمع الشهية وله تأثير إيجابي على فقدان الوزن.
يوصى الأشخاص المصابين بمرض السكري، سواء كانوا يستخدمون الأدوية الفموية أو الأنسولين أو الإنكريتين في علاج السكري، يجب أن يتذكروا ضرورة مراقبة مستوى السكر في الدم. هذا يساعدهم على معرفة فعالية الدواء المحدد والجرعة المناسبة لهم. إذا كان هناك أي استفسارات حول الدواء الذي يتم استخدامه، يجب على المرضى التحدث مع الفريق الطبي لمناقشة المسألة. من خلال فهم المزيد عن الأدوية التي يتم استخدامها عن طريق الحقن أو الابتلاع، ستكون قادرًا على تحسين متابعة صحتك بشكل أفضل.