「هل مرض السكري ينتقل من الأب أو الأم إلى الأبناء؟」
هذا هو سؤال يطرحه الكثيرون من مرضى السكري وأيضًا الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين بالسكري. هل مرض السكري ينتقل بالوراثة؟ سنقدم شرحًا حول هذا السؤال بالنسبة لأنواع مختلفة من مرض السكري.
هل السكري من النوع الأول يورث؟
سبب مرض السكري من النوع الأول هو أن نظام المناعة الذاتي في الجسم يهاجم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، مما يؤدي إلى تلف وضعف وظيفة الخلايا β بيتا التي تقوم بإفراز الأنسولين وبالتالي عدم قدرتها على إنتاج كمية كافية من الأنسولين للمساهمة في توازن مستوى السكر في الدم.
- إذا كانت الأم مصابة بمرض السكري من النوع الأول، فإن احتمال إصابة الأطفال بالمرض تتراوح بين 1% – 4% تقريبًا.
- إذا كان الأب مصابًا بمرض السكري من النوع الأول، فإن احتمال إصابة الأطفال تتراوح بين 3% – 8%. بالمقارنة مع السكري من النوع الثاني، فإن احتمالية انتقال مرض السكري من النوع الأول بالوراثة يكون أقل بكثير، ولذلك نادرًا ما يتم القول أن السكري من النوع الأول ناتج عن الوراثة.
هل السكري من النوع الثاني ينتقل بالوراثة؟
سبب مرض السكري من النوع الثاني يكمن في تدهور وظيفة البنكرياس ومقاومة الأنسولين في الجسم. وهو مرتبط بالعوامل الوراثية والسمنة ونقص النشاط البدني والعمر وأسلوب الحياة غير الصحي.
- إذا كان لدي أحد الوالدين مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني، فإن احتمال إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني تصل إلى حوالي 40%.
- إذا كان كلا الوالدين مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني، فإن احتمالية إصابة الأطفال بالسكري تصل إلى حوالي 70%. بالإضافة إلى الوراثة، تلعب عوامل عادات الحياة اليومية مثل العادات الغذائية والنشاط البدني والعمر دورًا كبيرًا في إصابة الأفراد بالسكري من النوع الثاني.
هل السكري أثناء الحمل ينتقل بالوراثة؟ (سكري الحمل)
السكري الحملي هو حالة تصيب النساء أثناء الحمل، حيث يرتفع مستوى السكر في الدم في الفترة الأخيرة من الحمل نتيجة لتغيرات هرمونية في الجسم. عندما يكون الإنسولين في الجسم غير كافٍ لضبط مستوى السكر في الدم خلال هذه الفترة، يمكن أن يظهر ارتفاع في مستوى السكر في الدم في الثلث الأخير من الحمل. وتشير الأبحاث الحالية إلى أن معظم النساء اللواتي يعانين من السكري الحملي يعود مستوى السكر في الدم إلى الوضع الطبيعي بعد الولادة. ومع ذلك، يمكن أن يكون لدى الأم والطفل احتمالية أعلى للإصابة بالسكري في المستقبل بالمقارنة مع النساء اللواتي كانت نسبة السكر في الدم طبيعية أثناء الحمل.
أنا مصابة بمرض السكري، هل يمكنني الحمل وإنجاب طفل؟
كثيرًا ما يشعر النساء المصابات بالسكري بالقلق بشأن إمكانية نقل مرض السكري إلى أطفالهن، مما يجعلهن يترددن في الفكرة بشأن الحمل.
- إذا كانت مستويات السكر في الدم تحت السيطرة، يمكنهن الحمل وإنجاب الأطفال بأمان.
- إذا كنت مصابة بالسكري من النوع الأول، فإن احتمالية نقل السكري إلى الأطفال منخفضة جدًا، لذا يمكنك الشعور بالاطمئنان بشأن الحمل.
- إذا كنت مصابة بالسكري من النوع الثاني، فقد تكون احتمالية نقل السكري إلى الجنين أعلى، ولكن يمكن تقليل هذا الاحتمال من خلال تبني نمط حياة صحي، والتغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتعزيز الوعي الصحي للأطفال منذ الصغر وتشجيعهم على إجراء فحوصات طبية دورية عندما يصلون إلى سن البلوغ، مما يمكن أن يقلل من احتمالية إصابتهم بالمرض في المستقبل.
بغض النظر عن نوع مرض السكري الذي تعاني منه، أثناء فترة الحمل، يجب أن تهتمي بتناول طعام متوازن ومراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام. زيادة وزنك بشكل صحيح خلال فترة الحمل يمكن أن يقلل من خطر تفاقم المشاكل مثل ولادة طفل بوزن كبير، ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم، ارتفاع مستوى البيليروبين. بالتالي، يجب أن تولي اهتمامًا خاصًا لصحة نفسك وصحة جنينك أثناء فترة الحمل لتقليل مخاطر أي مشاكل محتملة كنتيجة لمرض السكري.