عالمنا مليء بأشياء تجلب لنا الفرح والسعادة، ومن بينها ضحكات الأطفال وأحلامهم الكبيرة. ولكن في بعض الأحيان، تظهر تحديات صحية تطرح تساؤلات صعبة. مرض السكري عند الأطفال هو واحد من تلك التحديات التي تأتي دون سابق إنذار، لكنها تستحق أن نلقي عليها الضوء. هذه المقالة ستأخذنا في رحلة لاستكشاف مرض السكري النوع الأول عند الأطفال وكيف يؤثر على حياة الأطفال وأسرهم.
أنواع مرض السكري عند الأطفال والفرق بينها
هناك نوعين رئيسيين من مرض السكري عند الأطفال: النوع الأول والنوع الثاني. الفرق الرئيسي بينهما هو أن:
- النوع الأول: يحدث عندما يتوقف جسم الطفل عن إنتاج الأنسولين تمامًا.
- النوع الثاني: يحدث عندما يكون هناك نقص في استجابة الجسم للأنسولين.
مرض السكري النوع الأول عند الأطفال
مرض السكري النوع الأول عند الأطفال هو حالة مزمنة تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في جسم الطفل خلايا البنكرياس التي تنتج هرمون الأنسولين. هذا يؤدي إلى توقف إنتاج الأنسولين في جسم الطفل. الأنسولين هو هرمون ضروري لتنظيم مستوى السكر في الدم والبقاء على قيد الحياة. لذلك، يحتاج الأطفال المصابون بهذا المرض إلى تعويض الأنسولين المفقود من خلال الحقن أو باستخدام مضخة الأنسولين. يُعرف مرض السكري النوع الأول عند الأطفال باسم ” السكري المعتمد على الأنسولين أو “سكري اليافعين”.
الأعراض
- العطش الشديد
- الجوع الشديد
- كثرة التبول
- فقدان الوزن غير المبرر
- التغيرات في المزاج
- شعور الطفل بالتعب الشديد والخمول والنعاس
- نفس الطفل له رائحة تشبه رائحة الفاكهة
الأسباب
الأسباب الدقيقة لمرض السكري النوع الأول غير معروفة بشكل كامل، ولكن يعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في تطوير المرض.
- لا يمكن منع مرض السكري النوع الأول، ولكن البحوث ما زالت جارية لفهم كيفية تطوره بالتفصيل. في حالة تشخيص الطفل بالمرض، من المهم أن يتلقى العلاج والدعم اللازم من الفريق الطبي والعائلة للتعامل مع المرض بفعالية.
عوامل خطر الإصابة بمرض السكري
هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابة الأطفال بمرض السكري النوع الأول، وتشمل هذه العوامل:
1. التاريخ العائلي لمرض السكري:
إذا كان لديك أحد الأقارب من الدرجة الأولى مثل الوالدين أو الأخوة مصابًا بمرض السكري النوع الأول، فإن احتمالية إصابة الطفل بالمرض تزداد.
2. العوامل الجينية:
بعض الجينات الوراثية يمكن أن تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري النوع الأول.
3. العوامل البيئية:
بعض العوامل البيئية مثل الإصابة بالعدوى الفيروسية في سنوات الطفولة المبكرة يمكن أن تلعب دورًا في تحفيز جهاز المناعة على هجوم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.
4. التعرض للتدخين:
يُعتقد أن التعرض للتدخين أثناء الحمل قد يزيد من احتمالية إصابة الطفل بمرض السكري النوع الأول.
5. عوامل أخرى:
بعض العوامل الأخرى قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالمرض، مثل التغذية وعادات الأم أثناء الحمل وصحتها العامة، مثل الإكثار من شرب الشاي أو الكافيين، أو تعرض الأم للإصابة بتسمم الحمل.
المضاعفات
مرض السكري النوع الأول عند الأطفال يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية جسيمة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد. إليك بعض المضاعفات الشائعة لهذا المرض:
1. مشاكل في العيون:
الأطفال الذين يعانون من مرض السكري النوع الأول قد يكونون عرضة لمشاكل في العيون مثل اعتلال الشبكية (Diabetic Retinopathy) وزراعة العدسة السكرية (Diabetic Cataracts) وغيرها، وهذه المشاكل يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم معالجتها.
2. مشاكل في الكلى:
يمكن لمرض السكري النوع الأول أن يتسبب في أضرار للكلى مع مرور الوقت، وقد يحتاج البعض إلى علاج بالغسيل الكلوي (الديلزة) أو زراعة كلى.
3. مشاكل في القلب والأوعية الدموية:
يزيد مرض السكري من خطر مشاكل في القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب والسكتات الدماغية.
4. مشاكل في الأعصاب (العصبونية):
يمكن أن يؤدي السكري إلى ضرر في الأعصاب، مما يسبب مشاكل مثل الحكة الجلدية والخدر وآلام الأعصاب وتلف الأعصاب تدريجيًا.
5. مشاكل في الأقدام:
يزيد السكري من خطر مشاكل في الأقدام مثل قرح القدم السكرية التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تعالج.
- من المهم متابعة الأطفال المصابين بمرض السكري النوع الأول بانتظام مع الفريق الطبي والالتزام بخطة العلاج والمراقبة للحفاظ على صحتهم وتقليل مخاطر المضاعفات.
التشخيص
إذا لاحظتم أيًا من أعراض مرض السكري أو وجود عوامل خطر الإصابة بمرض السكري التي تم ذكرها سابقًا، عليكم زيارة الطبيب فورًا. الطبيب سيقوم بفحص مستوى السكر في دم الطفل وأخذ عينات لتقييم وظيفة البنكرياس. هذه الخطوات مهمة للتشخيص الصحيح والحصول على العلاج المناسب في أسرع وقت للوقاية من المضاعفات. يجب أن تتصرفوا بسرعة إذا كنتم قلقين بشأن صحة طفلكم.
العلاج
علاج مرض السكري النوع الأول عند الأطفال يشمل الآتي:
1. حقن الأنسولين:
يُعطى الأنسولين بأنواع مختلفة خلال النهار والليل حسب الحاجة، والجرعات تتفاوت من مريض لآخر حسب احتياجاتهم الفردية.
2. مضخات الانسولين:
تساعد في توصيل الانسولين بدقة لضبط مستوى السكر في الدم.
دور الوالدين في علاج السكري عند الأطفال
دور الوالدين في علاج مرض السكري عند الأطفال يكون حاسمًا ومهمًا جدًا. يشمل:
(1) تنظيم حقن الأنسولين بانتظام وبالجرعة المناسبة بالتعاون مع الفريق الطبي.
(2) مراقبة مستويات السكر في الدم للطفل بانتظام وتسجيل القراءات والتغييرات، ويمكنهم استخدام “تطبيق سكرك بإيدك” مجانًا للمساعدة في ذلك.
(3) تشجيع الطفل على نمط حياة صحي بما في ذلك التغذية السليمة وممارسة الرياضة.
(4) توعية الطفل بأهمية مراقبة السكر في الدم والالتزام بالعلاج والوقاية من مضاعفات المرض.
(5) تقديم الدعم العاطفي للطفل وتشجيعه.
(6) التواصل بانتظام مع الفريق الطبي لضمان تلقي الطفل للعلاج الأمثل وضبط المرض بشكل فعال.
(7) تشجيع الاستقلالية للأطفال مع مرور الوقت في إدارة مرضهم.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوالدين استخدام “تطبيق سكرك بإيدك مجانًا” لتسجيل ومراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دقيق ومنتظم. هذا التطبيق يوفر أدوات وإرشادات قيمة لمساعدتهم في تتبع صحة أطفالهم بشكل فعال وتحسين إدارة المرض.