بعد إجراء فحص طبي، اكتشف الحاج صلاح أن مستوى السكر في الدم لديه مرتفع، وبسبب قلقه الشديد، قرر الذهاب على الفور إلى العيادة القريبة من البيت لرؤية الطبيب. أخبره الطبيب أنه في الوقت الحالي يمر بمرحلة تسمى “مرحلة ما قبل السكري”، وأنه من خلال تعديل عادات حياته بنشاط، يمكنه تجنب تطور مرض السكري. هل ارتفاع مستوى السكر في الدم يعني بالضرورة الإصابة بمرض السكري؟ وماذا يجب علي فعله قبل تشخيص مرض السكري بشكل رسمي؟ تعرفوا على كيفية التغلب على مرحلة ما قبل السكري!
ما هي مرحلة ما قبل السكري؟
تعريف مرحلة ما قبل السكري
تُشير مرحلة ما قبل السكري (مقدمات السكري) إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم عن الحدود الطبيعية، ولكنه لم يصل بعد إلى مستوى الإصابة بمرض السكري. هناك حالتين شائعتين عندما يكون الجسم في مرحلة ما قبل السكري:
-
ارتفاع مستوى سكر الدم الصائم (Impaired fasting glucose, IFG)
-
ضعف قدرة الجسم على تحمل الجلوكوز (Impaired glucose tolerance, IGT)
بشكل عام، يكون مستوى السكر في الدم عند الصيام في النطاق الطبيعي أقل من 100 ملغ/ديسيلتر، ويجب أن يكون مستوى السكر في الدم خلال اختبار تحمل الجلوكوز الفموي أقل من 140 ملغ/ديسيلتر. إذا كان مستوى السكر في الدم عند الصيام يتراوح بين 100 – 125 ملغ/ديسيلتر، أو إذا كان مستوى السكر في الدم أثناء اختبار تحمل الجلوكوز يتراوح بين 140 – 199 ملغ/ديسيلتر، فإن ذلك يُعتبر مرحلة ما قبل السكري. أما إذا كان مستوى السكر في الدم عند الصيام أكثر من 126 ملغ/ديسيلتر، أو إذا كان مستوى السكر في الدم أثناء اختبار تحمل الجلوكوز أكثر من 200 ملغ/ديسيلتر، فإن ذلك يُعتبر مرض السكري.
هل أنا في فئة الخطر للإصابة بمرض السكري؟
عوامل خطر الإصابة بمرض السكري
هناك عوامل مختلفة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري. إليك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية أن تكون في فئة الخطر للإصابة بالسكري:
-
قلة النشاط البدني.
-
وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
-
مرضى متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
-
النساء اللاتي تم تشخيصهن سابقًا بــ “سكري الحمل”.
-
ثلاثي الجليسريد > 250 ملغ/ديسيلتر.
-
الكوليسترول الدهني العالي الكثافة <35 ملغ/ديسيلتر.
-
وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بمرض السكري.
-
ارتفاع ضغط الدم (ضغط الدم أكثر من 140/90 مم زئبق، أو استخدام أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم).
-
الكشف عن نسبة الهيموجلوبين السكري (HbA1c) > 5.7%، أو نسبة السكر في الدم أثناء. الصيام غير طبيعية، أو اختبار تحمل الجلوكوز غير طبيعي.
-
المرضى الذين يعانون من أعراض سريرية تزيد من مقاومة الأنسولين، مثل السمنة المرضية ومتلازمة الظل الأسود.
كيفية اكتشاف مرحلة ما قبل السكري؟
أعراض مرحلة ما قبل السكري
-
زيادة العطش
-
الشعور بالجوع
-
كثرة التبول
-
ضبابية الرؤية (عدم وضوح الرؤية)
-
الشعور بالتعب والإرهاق
-
الشعور بالوخز أو الحكة في القدمين
-
حكة في الجلد
-
بطء التئام الجروح
إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، قد يكون لديك مرحلة ما قبل السكري. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود مرحلة ما قبل السكري، ولا يجب القلق بشكل مفرط. دائمًا يفضل استشارة طبيبك المعالج لتقييم وضعك بدقة.
كم مرة يجب إجراء فحص مستوى السكر في الدم؟
إذا كنت تستوفي أحد الشروط التالية، يفضل إجراء فحص مستوى السكر في الدم بانتظام للكشف المبكر عن أي ارتفاع في مستوى السكر في الدم:
-
إذا كنت تستوفي معاملين أو أكثر من عوامل الخطر للإصابة بمرض السكري
-
إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) الخاص بك يساوي أو يتجاوز 25
-
إذا كنت تبلغ من العمر 45 عامًا أو أكثر
متى يجب إجراء فحص مستوى السكر في الدم؟
-
قياس مستوى سكر الدم الصائم
-
إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي بجرعة 75 جرام من الجلوكوز
-
قياس نسبة الهيموجلوبين السكري (HbA1c)
إذا لم يتم إجراء فحوصات صحية دورية، فإنه يصبح من الصعب اكتشاف أي تقلب في مستوى السكر في الدم. عندما تظهر أعراض مثل “الشهية المفرطة” و”العطش المفرط” و”التبول المفرط” و”فقدان الوزن غير المبرر”، يمكن أن يكون الجسم قد دخل في حالة ارتفاع في مستوى السكر في الدم لفترة من الوقت، وهذا قد يؤدي في النهاية إلى تشخيص مرض السكري. لتجنب الانتقال إلى مرحلة “مرض السكري” دون أن تلاحظ، عندما تشك في أنك قد تكون في “مرحلة ما قبل السكري”، تذكر أن تستغل الفرصة الذهبية لتعديل عادات حياتك والبدء في العلاج والمراقبة الدورية بنشاط، حيث يمكنك الفوز بالفرصة لتحقيق تحسين كبير!
اتباع 3 عادات للوقاية من مرض السكري
دخول مرحلة “ما قبل السكري” يعني أن وظيفة تنظيم مستوى السكر في الدم قد ظهرت بها تغيرات. وفقًا لمعايير الرعاية الصحية لجمعية التثقيف عن مرض السكري في الولايات المتحدة لعام 2023، يعتبر التعديل المنهجي لأسلوب الحياة بما في ذلك التغذية وممارسة الرياضة هو الاتجاه الرئيسي حاليًا لعلاج مرحلة السكري القبلي.
تحسين النظام الغذائي
للوقاية من الإصابة بمرض السكري، يمكن أن يكون النظام الغذائي متوازنًا. حتى الآن، لا يوجد نسب محددة مقترحة للعناصر الغذائية (الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون)، بل يمكنك تنسيقها وفقًا لعاداتك الغذائية الشخصية. ومع ذلك، يجب تقليل استهلاك الدهون المشبعة مثل اللحم الدهني والدهون الحيوانية، وزيادة استهلاك النشويات الكاملة والخضروات، وتجنب تناول الكربوهيدرات بكميات كبيرة، وزيادة تناول الألياف.
ووفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، يجب تقليل استهلاك “السكر المكرر” إلى أقل من 5%-10% من السعرات الحرارية الإجمالية المقترحة يوميًا. على سبيل المثال، إذا كانت السعرات الحرارية المقترحة يوميًا هي 1500 سعرة حرارية، فإن استهلاك السكر المكرر يجب أن لا يتجاوز 150 سعرة حرارية (حوالي 38 جرام). يمكن أن يكون لديك فهم أفضل عندما تعرف هذه الأرقام، فقط بتناول زجاجة واحدة من الشاي الجاهز المتاحة في الأسواق (600 مل) تزيد من استهلاك السكر المكرر.
تحسين النشاط البدني
لأن ممارسة الرياضة تقلل من مقاومة الأنسولين وتقلل من السمنة في منطقة البطن ونسبة الدهون في الجسم، إذا كنت تعاني من مرحلة ما قبل السكري أو تنتمي إلى فئة معرضة لمخاطر عالية للإصابة بمرض السكري، يُفضل أن تحاول الحفاظ على عادة ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم بمعدل 150 دقيقة على الأقل من التمارين ذات الشدة المتوسطة في الأسبوع، مثل المشي على الأقل 3 مرات في الأسبوع، لكل مرة على الأقل 10 دقائق.
في الواقع، ممارسة الرياضة ليست بهذه الصعوبة التي قد تتخيلها. يمكنك ببساطة المشي لمدة 20-30 دقيقة بعد كل وجبة يومية لتحقيق هدف الرياضة الأسبوعي وهو 160 دقيقة. وإذا كنت مشغولًا جدًا، يمكنك المشي لمدة 10 دقائق بعد كل وجبة أمرًا جيدًا أيضًا!
هذه العادات البسيطة في ممارسة الرياضة يمكن أن تسهم بشكل كبير في الحفاظ على صحتك والوقاية من مخاطر مرض السكري.
للأشخاص ذوي الوزن الزائد والبدانة، يوصى بتخفيف 7% من الوزن
السمنة أو البدانة تزيد من مستوى مقاومة الأنسولين وتزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري. عندما يكون معامل كتلة الجسم (BMI) أكبر من 24، يعتبر ذلك زيادة في الوزن، وعندما يصبح الBMI أكبر من 27، فإن ذلك يُعتبر سمنة. وفقًا لتوصيات الجمعية الأمريكية لمرض السكري، يمكن للأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن أن يعملوا على تقليل وزنهم بنسبة 7% من وزنهم الأصلي، وهذا يمكن أن يقلل بشكل فعال من خطر الإصابة بمرض السكري.
في مرحلة التخفيف من الوزن يمكن العمل بالتعاون مع أخصائي التغذية لتقييم كمية السعرات الحرارية المستهلكة أثناء ممارسة الرياضة وعادات التغذية اليومية. ويمكن أيضًا تنظيم تمارين رياضية بمدة 150 دقيقة في الأسبوع بشدة متوسطة، بالإضافة إلى تمارين مقاومة مناسبة لزيادة تخزين واستخدام الجلوكوز في العضلات، مما يساهم في بناء العضلات وتقليل الدهون. الثبات والاستمرارية في ممارسة التمارين الرياضية أمران مهمان للغاية في عملية تخفيف الوزن، لذلك يجب البحث عن أسلوب حياة يعجبك ويمكنك الاستمرار فيه بسهولة، مما يساعد على تحقيق التخفيف من الوزن بصحة ومنع العودة إلى زيادة.
أظهرت الأبحاث أن محاولة تغيير أسلوب الحياة يمكن أن بقلل من احتمالية الإصابة بمرض السكري بنسبة 34%. في السنوات الأخيرة، ومع تطور التكنولوجيا والإنترنت والأجهزة الذكية، أصبحت الأساليب التي تستخدم التكنولوجيا في مساعدة مرضى السكري على التحكم في مستوى السكر في الدم في مجال الرعاية الصحية. يتوفر اليوم العديد من الموارد التي يمكن أن تساعدك في فهم مرض السكري بشكل أفضل والتدخل فيه بشكل أسرع. فمثلًا، “يمكن استخدام تطبيق سكرك بإيدك لمراقبة مستوى السكر في الدم، واستخدام أجهزة متصلة لمراقبة مستوى السكر بشكل مستمر (CGM)”، والبحث عن دعم من المجتمعات عبر الإنترنت، واستخدام مواد تعليمية تم اقتراحها من قبل محترفين في هذا المجال (يمكن الاطلاع على مدونة سكرك بإيدك)، كل هذه الأدوات يمكن أن تساعدك في فهم مرض السكري بشكل أفضل والتدخل فيه في وقت مبكر، مما يمكنك من تحقيق الكشف المبكر والعلاج المبكر” بشكل حقيقي!