وفقاً للإحصاءات لعام 2021، تأتي مصر بين الدول العربية الأعلى في عدد المصابين بمرض السكري في الفئة العمرية بين 20 و 79 عامًا، حيث بلغت نسبتهم 20.9% من إجمالي السكان، وصل عددهم الإجمالي إلى 10.9 مليون شخص خلال عام 2021، ويعاني معظمهم من السكري من النوع الثاني. لماذا يوجد تصنيف مختلف لمرض “السكري”؟ وما هي تعريف السكري من النوع الثاني؟ لنلقِ نظرة على ذلك معًا!
بشكل عام، عند تناقص إفراز الأنسولين أو حدوث مقاومة له، يتعذر على الجلوكوز دخول الخلايا، ويتراكم في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع تركيز السكر في الدم وحدوث “مرض السكري”.
يمكن تصنيف مرض السكري إلى نوعين: السكري النوع الأول والسكري النوع الثاني. يحدث السكري النوع الأول نتيجة لتلف وظيفة خلايا بيتا داخل البنكرياس، مما يعني أن الجسم غير قادر على إنتاج كمية كافية من الأنسولين بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى اضطراب سكر الدم. بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني، فإن البنكرياس لديه القدرة على إنتاج الأنسولين، ولكن لا يمكن للجسم استخدامه بشكل فعال للأسباب التالية:
(1) مقاومة الأنسولين
تؤدي العادات الغذائية غير الصحية وقلة ممارسة التمارين الرياضية إلى ظهور مقاومة الأنسولين في الأنسجة المحيطة، مما يعني أن الجسم لا يستجيب بشكل جيد للأنسولين، وبالتالي يتعذر على الجلوكوز الدخول إلى الخلايا بشكل سليم وذلك يجعل الخلايا في الجسم غير قادرة على العمل بشكل صحيح وفعال.
(2) نقص إفراز الأنسولين
مع تقدم العمر وتدهور وظيفة البنكرياس، يقل إفراز الأنسولين، وعندما يصبح إفراز الأنسولين أقل من الحد اللازم، فإنه لا يساهم في خفض مستوى السكر في الدم أو تحليله بشكل صحيح لتلبية احتياجات الجسم من الطاقة. وبالتالي، يظل مستوى السكر في الدم مرتفعًا بشكل غير طبيعي.
من خلال المقدمة المذكورة أعلاه، يمكن ملاحظة أن السكري من النوع الثاني يحدث نتيجة لعوامل مكتسبة مثل العادات الحياتية. وبالتالي، بالإضافة إلى العلاج بالأنسولين، هناك طرق أخرى للسيطرة على مستوى السكر في الدم، ولذلك يُشار إلى السكري من النوع الثاني باسم “السكري غير المعتمد على الأنسولين”.
أعراض السكري من النوع الثاني
الأعراض الشائعة لمرض السكري من النوع الثاني تشمل:
- زيادة العطش
- الشعور بالجوع
- كثرة التبول
- الشعور بالتعب والإرهاق بشكل غير عادي
- عدم وضوح الرؤية
- بطء التئام الجروح
- الشعور بالوخز أو الحكة في القدمين
- حكة الجلد المستمرة
- فقدان الوزن بدون سبب
- في المرحلة الأولى من الإصابة بمرض السكري، يكون معظم المصابين بلا أعراض واضحة، أو قد تكون الأعراض طفيفة جدًا، مما يجعل من الصعب اكتشفها في وقت مبكر. لذلك، من الضروري أن يتم إجراء فحوصات السكر في الدم بانتظام ومراقبة حالة الجسم بعناية، للكشف عن أي تغيرات قد تحدث في مستوى السكر في الدم.
معايير تشخيص مرض السكري من النوع الثاني
للتحقق مما إذا كنت مصابًا بالسكري أم لا، يمكنك الاستعانة بالجدول التالي الذي يوضح ارتفاع مستوى السكر في الدم عن المستويات الطبيعية:
- مستوى السكر في الدم بعد الصيام لمدة 8 ساعات يتجاوز 126 ملغ/ديسيلتر.
- مستوى السكر في الدم بعد مرور ساعتين من تناول الطعام يتجاوز 200 ملغ/ديسيلتر.
- مستوى السكر العشوائي في الدم يتجاوز 200 ملغ/ديسيلتر.
عند ظهور أعراض واضحة لمرض السكري، مثل زيادة العطش وكثرة التبول والشعور بالجوع وفقدان الوزن بدون سبب، ينبغي أن تخضع للفحوصات اللازمة، وتبدأ العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
عادةً ما يظهر اضطراب مستوى السكر في الدم قبل عدة سنوات من تشخيص السكري من النوع الثاني، ولكن غالبًا ما يكون هذا الاضطراب غير مصحوب بأعراض واضحة. لذا، يجب مراقبة الحالة الصحية بانتظام، والتحقق مما إذا كانت تنطبق عليكم أحد عوامل الخطورة التالية، التي تجعلكم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري:
- الوراثة
- العمر
- السمنة
- نمط حياة غير صحي
- المشاكل الهرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض
- قلة النشاط البدني
- ارتفاع ضغط الدم
- إصابة النساء بداء السكري أثناء الحمل، أو ولادة طفل يزيد وزنه عن أربعة كيلوغرامات
الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في سن مبكرة
تحدث الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عادة في سن الثلاثين تقريبًا، ولكن يمكن أن تحدث في أي عمر. وفي السنوات الأخيرة، ازدادت حالات الإصابة بالمرض بين المراهقين.
ترتبط هذه الظاهرة بنمط حياة الأشخاص المعاصرين، حيث يميلون إلى تناول نسبة عالية من السكر والوجبات الغذائية عالية السعرات الحرارية، وقلة ممارسة التمارين الرياضية. ونتيجة لذلك، لم يعد مرض السكري مقتصرًا على فئة منتصف العمر وكبار السن، بل حتى الشباب قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالمرض إذا لم يتبعوا نمط حياة صحي.
بغض النظر عن العمر، يجب على الشخص أن يتعلم كيفية تقليل عوامل الخطورة التي تسبب الأمراض في الحياة اليومية وضبط العادات الحالية فورًا، للوقاية المبكرة من حدوث المرض.
مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني
عند الإصابة بمرض السكري، يتم ربطه بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم وزيادة الدهون في منطقة البطن، وهذه الحالات المترافقة تعرف باسم “متلازمة الأيض أو متلازمة التمثيل الغذائي”. وبالتالي، عند ظهور أعراض مرض السكري، يكون من المحتمل جدًا حدوث تتابع في الإصابة بأمراض أخرى.
تظهر أعراض السكري عادة بشكل تدريجي، وعند ظهور أعراض واضحة للسكري، يعاني حوالي 20% من المرضى من مضاعفات في بعض الأعضاء، وتعد المضاعفات الشائعة للسكري:
- أمراض القلب والأوعية الدموية
- الاعتلال العصبي
- اعتلال الشبكية
- اعتلال الكلية
- مشكلات القدم (غرغرينا القدم)
إذا لم يتم التحكم في مرض السكري والعناية الذاتية في الوقت المناسب، فإنه مع مرور الوقت وتطور المرض، يمكن أن تحدث مضاعفات لا يمكن علاجها مثل العمى وضرورة الاضطرار إلى الغسيل الكلوي وبتر الأطراف.
الرعاية الذاتية لمرضى السكري من النوع الثاني
بالإضافة إلى مساعدة الفريق الطبي، يجب على الشخص أيضًا بذل الجهود التالية لضبط مستوى السكر بفعالية والحفاظ على استقراره:
- المراقبة الذاتية لنسبة الجلوكوز في الدم (SMBG).
- ضبط نمط النظام الغذائي.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- الانتظام في الزيارات الدورية إلى الطبيب والالتزام بالعلاج الذي يوصي به الطبيب.
- التعاون مع أخصائي التثقيف الصحي لزيادة الوعي بمرض السكري.
تحكم بصحتك بنفسك، فكل شخص قادر على أن يصبح خبيرًا في ضبط مستوى السكر في الدم! بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضًا التواصل وتبادل الحديث مع أصدقاء لديهم خبرة في الإصابة بمرض السكري!